لكل منا عالم افتراضي يعيش فيه او على الأقل مشارك فيه.عالم فرض علينا كغيره من الأشياء .. صدرت ثقافته إلينا بدون أن نعلم مميزاته من عيوبه .. كيف يمكنه أن ينفعنا أو يضرنا .. واستقبلته البيوت والأسر المصرية دون أي تعقيب أو تعليق .. إلى أن اصبح في بعض الحالات سرطان متفشي لا نعلم من أين أتى ومتى تفشى واستشرى .. وأصبح واقعًا لابد وأن نتعامل معه.
هو مثله كمثل أشياء كثيرة تغزونا ولا ينتبه إليها التربويين من أساتذه ومِن مَن يخوَّل إليهم إلى بعد أن يصبح الوضع كارثي .. لا أعلم هل أدمنا أن نفكر في حلول المشكلة بعد ان تتفاقم .. كم أتمنى لو لدينا في بلدنا الحبيب متخصصون لرصد الظواهر الاجتماعية وإبداء مميزاتها وعيوبها والمشاكل التي يمكن أن تنجم عنها قبل حدوثها ومن ثم يتنبه إليها المربين من الآباء. أتحدث عن العالم الإفتراضي بكا أشكاله من فيس بوك أو تويتر أو تشات وما إلى ذلك ....
بالطبع وصفي لها بالسرطان ليس في كل الأحوال، فهناك ولكني أتحدث عن نسبة ليست بالقليلة وأتحدث إلى كل من تتفتح عيونهم لأول على ذلك العالم حتى ينجرف بهم التيار ليصل إليهم هذا المرض، كما أكتبها لنا كشباب اليوم قبل أن يدخل هذا العالم بيوت أبنائنا في المستقبل ونرحم الجيل الجديد من هذا المرض.
وبالنسبة إلي فقد بدأ احتكاكي بهذا العالم الإفتراضي منذ أربعة أعوام تقريبا .. كونت خلالها صداقات مثلي مثل الآخرين .. فهناك أشخاص أعرفهم معرفة شخصية وهناك من لا أعرفهم ولكنهم أضيفوا إلى قائمة الأصدقاء لأنها واحدة من مميزات ذاك العالم وهو توسيع معرفتنا بالآخرين ... نعم ولم لا .. ولكن ما حدود ذلك وأطره وما آل إليه عدم تحديد تلك الأطر هو ما سنتحدث عنه.
وظل استخدامي لهذا العالم للتعرف على أنشطة أخرى لا أعرفها إلا عن طريق ذلك العالم المفتوح أو إضافة أشخاص لم أعرفهم من قبل إلى قائمة أصدقائي، وكم أثراني تواصلي مع بعض هؤلاء الأشخاص. وظننت أن المعظم يتعامل مع العالم الافتراضي بهذا الأسلوب، أي على أنها وسيلة وليست غاية، وسيلة لتحقيق المزيد من التطور للفرد ومن ثم مجتمعه .. وسيله للاستفاده من ذاك العالم المفتوح. إلى أن حدث عطل ما بجهاز الحاسوب الخاص بي وأضطررت للنزول إلى الأماكن التي تعرض خدمة الإنترنت. في الواقع كان تعاملي معهم في أضيق الحدود من قبل .. فكنت أقوم ببعض أعمال الطباعة وما إلى ذلك .. ولكن عطل جهازي أضطرني للمكوث في المكان لساعات طويلة .. أشاهد فيها أناسًا من مختلف الأعمار .. وبالفعل رصدت كيف يتعاملون مع هذا العالم.
شاهدت الأطفال من سن 7 سنوات .. هؤلاء الأطفال تركوهم آبائهم دون أن يعلموا ماذا يفعلون في ذاك المكان .. إنهم يتجمعون كمجموعة من الأصدقاء ويذهبون ليتشاركوا في لعبة ما مليئة بالعنف والضرب والقتل .. ويلعبون أدوار الحرامية ويتسابق كل منهم في قتل أكبر عدد من المواطنين وأفراد الشرطة.. فكر معي قليلا فيما يمكن أن تفعلها لعبة كتلك في الأطفال وما يمكن أن تتركه من أثر في تفكيرهم، وكل ذلك في غياب تام لدور الإعلام الذي أصبح مساحات للمشاجرات السياسية ودور أساتذة التربية و... و... إلخ.
كما شاهدت من هم في سن المراهقة، وتلك المرة من البنات .. أتوا إلى هذا المكان المدعو "سايبر" لعمل المناقشات والحوارات مع غيرهما من الشباب والفتيات، ويتفاخروا بأن ذاك أجابها على التشات قائلا كذا والأخرى لم يرد عليها أحد أو فلان علق على صورتها بكذا وكم من التفاهات لا يوصف.
أعلم أننا لم ولن نولد ونحن على علم تام بأهادفنا، فذاك ابن السابعة أو تلك التي تتحسس أول الطريق .. لا تعلم أي شيء عن المستقبل وعن الأهداف وما إلى ذلك أو على الاقل لم يحددوها بعد، فعندما كنت في تلك المرحلة لم تكن رؤيتي لمسقبلي واهدافي في الحياة واضحة، ولكن على الأقل لابد من إعداد الفكر في تلك المراحل وتهيئتهم لدورهم في الحياة وتغذية العقول بما يجب أن تتغذى به، وليس معنى كلامي هو حجب هذا العالم عن هذا السن .. العكس صحيح .. فإن حجبه في حد ذته نوع من التخلف والرجعية، بل يمكن لهم أن يستخدموه في هذا الجانب ولكنهم يحتاجون إلى من يعلمهم ذلك، يعلمهم كيف يمكن أن كل شيئ من حولنا يستخدم في عمل شيئ إيجابي أو يتحول إلى سرطان لا يمكن الشفاء منه.
وكون هذا العالم إفتراضي في حد ذاته، خلق منه مساؤئ ومميزات، المميزات كلنا يعلمها من تواصل وما إلى ذلك من ما أشرت إليه ولكن دعونا نركز على مساؤئه كعالم افتراضي حتى يمكننا أن نشخص المرض ونحاول أن نعالجه. إن التواصل مع الأشخاص الكثر الذين لا نعرفهم أدى إلى أن نرتبط بعالم ارتباط قوي وهو ليس بواقع، أصبحنا نجد من نشكو له همومنا ونتحدث عن مشكلاتنا معه، وإن لم توجد المشكلات، فعلى الأقل وجدنا من يتحاور معنا، نحدثه ويهتم ويجيب علينا ويسأل إن مرضنا ويهنئنا في المناسبات، كل هذه أشياء جيدة ولكن إن طغت على الأصول أصبحت سرطانا أو قل إدمانا إن شئت.
العديد منا أدمن هذا العالم لدرجة أنه أصبح لا يستغنى عنه، أصبح بالنسبة له أهم من أمه أو أبيه أو أخته، فلا يهم أن نقضي مع عائلتنا وقتًا لطيفًا بقدر ما نجلس أكبر قدر ممكن في هذا العالم الافتراضي، وتلك كـــــــــارثة نعاني منها وسنظل نعاني، فالأسرة المصرية في شكلها العام أصبحت مفككة، فالأب أو الأم أو كلاهما منهمكين في دوامة العمل ويعودا إلى البيت ليتساقطا على السرير ليبدوأ يوم شاق جديد ، وأنا لا أعيبهم على عملهم فتلك هي سنة الحياة ونحن سندخل على هذا المنوال ولكن علينا أن نتعامل مع هذا النظام حتى لا نترك أولادنا لغيرنا ينظم تفكيرهم.
وموضوع التفكك لأسري لا يسعنا أن نتحدث عليه هنا، ولكن الشيئ بالشيء يذكر. ولذلك على كل منا أن يدرك نلك المحاور جيدًا لأن الوقوع فيها سهل، وإذا لم تصب بهذا المرض فلك دور أن توعي من تستطيع توعيته لنرحم أجيالنا القادمة من ذلك الوباء.
هو مثله كمثل أشياء كثيرة تغزونا ولا ينتبه إليها التربويين من أساتذه ومِن مَن يخوَّل إليهم إلى بعد أن يصبح الوضع كارثي .. لا أعلم هل أدمنا أن نفكر في حلول المشكلة بعد ان تتفاقم .. كم أتمنى لو لدينا في بلدنا الحبيب متخصصون لرصد الظواهر الاجتماعية وإبداء مميزاتها وعيوبها والمشاكل التي يمكن أن تنجم عنها قبل حدوثها ومن ثم يتنبه إليها المربين من الآباء. أتحدث عن العالم الإفتراضي بكا أشكاله من فيس بوك أو تويتر أو تشات وما إلى ذلك ....
بالطبع وصفي لها بالسرطان ليس في كل الأحوال، فهناك ولكني أتحدث عن نسبة ليست بالقليلة وأتحدث إلى كل من تتفتح عيونهم لأول على ذلك العالم حتى ينجرف بهم التيار ليصل إليهم هذا المرض، كما أكتبها لنا كشباب اليوم قبل أن يدخل هذا العالم بيوت أبنائنا في المستقبل ونرحم الجيل الجديد من هذا المرض.
وبالنسبة إلي فقد بدأ احتكاكي بهذا العالم الإفتراضي منذ أربعة أعوام تقريبا .. كونت خلالها صداقات مثلي مثل الآخرين .. فهناك أشخاص أعرفهم معرفة شخصية وهناك من لا أعرفهم ولكنهم أضيفوا إلى قائمة الأصدقاء لأنها واحدة من مميزات ذاك العالم وهو توسيع معرفتنا بالآخرين ... نعم ولم لا .. ولكن ما حدود ذلك وأطره وما آل إليه عدم تحديد تلك الأطر هو ما سنتحدث عنه.
وظل استخدامي لهذا العالم للتعرف على أنشطة أخرى لا أعرفها إلا عن طريق ذلك العالم المفتوح أو إضافة أشخاص لم أعرفهم من قبل إلى قائمة أصدقائي، وكم أثراني تواصلي مع بعض هؤلاء الأشخاص. وظننت أن المعظم يتعامل مع العالم الافتراضي بهذا الأسلوب، أي على أنها وسيلة وليست غاية، وسيلة لتحقيق المزيد من التطور للفرد ومن ثم مجتمعه .. وسيله للاستفاده من ذاك العالم المفتوح. إلى أن حدث عطل ما بجهاز الحاسوب الخاص بي وأضطررت للنزول إلى الأماكن التي تعرض خدمة الإنترنت. في الواقع كان تعاملي معهم في أضيق الحدود من قبل .. فكنت أقوم ببعض أعمال الطباعة وما إلى ذلك .. ولكن عطل جهازي أضطرني للمكوث في المكان لساعات طويلة .. أشاهد فيها أناسًا من مختلف الأعمار .. وبالفعل رصدت كيف يتعاملون مع هذا العالم.
شاهدت الأطفال من سن 7 سنوات .. هؤلاء الأطفال تركوهم آبائهم دون أن يعلموا ماذا يفعلون في ذاك المكان .. إنهم يتجمعون كمجموعة من الأصدقاء ويذهبون ليتشاركوا في لعبة ما مليئة بالعنف والضرب والقتل .. ويلعبون أدوار الحرامية ويتسابق كل منهم في قتل أكبر عدد من المواطنين وأفراد الشرطة.. فكر معي قليلا فيما يمكن أن تفعلها لعبة كتلك في الأطفال وما يمكن أن تتركه من أثر في تفكيرهم، وكل ذلك في غياب تام لدور الإعلام الذي أصبح مساحات للمشاجرات السياسية ودور أساتذة التربية و... و... إلخ.
كما شاهدت من هم في سن المراهقة، وتلك المرة من البنات .. أتوا إلى هذا المكان المدعو "سايبر" لعمل المناقشات والحوارات مع غيرهما من الشباب والفتيات، ويتفاخروا بأن ذاك أجابها على التشات قائلا كذا والأخرى لم يرد عليها أحد أو فلان علق على صورتها بكذا وكم من التفاهات لا يوصف.
أعلم أننا لم ولن نولد ونحن على علم تام بأهادفنا، فذاك ابن السابعة أو تلك التي تتحسس أول الطريق .. لا تعلم أي شيء عن المستقبل وعن الأهداف وما إلى ذلك أو على الاقل لم يحددوها بعد، فعندما كنت في تلك المرحلة لم تكن رؤيتي لمسقبلي واهدافي في الحياة واضحة، ولكن على الأقل لابد من إعداد الفكر في تلك المراحل وتهيئتهم لدورهم في الحياة وتغذية العقول بما يجب أن تتغذى به، وليس معنى كلامي هو حجب هذا العالم عن هذا السن .. العكس صحيح .. فإن حجبه في حد ذته نوع من التخلف والرجعية، بل يمكن لهم أن يستخدموه في هذا الجانب ولكنهم يحتاجون إلى من يعلمهم ذلك، يعلمهم كيف يمكن أن كل شيئ من حولنا يستخدم في عمل شيئ إيجابي أو يتحول إلى سرطان لا يمكن الشفاء منه.
وكون هذا العالم إفتراضي في حد ذاته، خلق منه مساؤئ ومميزات، المميزات كلنا يعلمها من تواصل وما إلى ذلك من ما أشرت إليه ولكن دعونا نركز على مساؤئه كعالم افتراضي حتى يمكننا أن نشخص المرض ونحاول أن نعالجه. إن التواصل مع الأشخاص الكثر الذين لا نعرفهم أدى إلى أن نرتبط بعالم ارتباط قوي وهو ليس بواقع، أصبحنا نجد من نشكو له همومنا ونتحدث عن مشكلاتنا معه، وإن لم توجد المشكلات، فعلى الأقل وجدنا من يتحاور معنا، نحدثه ويهتم ويجيب علينا ويسأل إن مرضنا ويهنئنا في المناسبات، كل هذه أشياء جيدة ولكن إن طغت على الأصول أصبحت سرطانا أو قل إدمانا إن شئت.
العديد منا أدمن هذا العالم لدرجة أنه أصبح لا يستغنى عنه، أصبح بالنسبة له أهم من أمه أو أبيه أو أخته، فلا يهم أن نقضي مع عائلتنا وقتًا لطيفًا بقدر ما نجلس أكبر قدر ممكن في هذا العالم الافتراضي، وتلك كـــــــــارثة نعاني منها وسنظل نعاني، فالأسرة المصرية في شكلها العام أصبحت مفككة، فالأب أو الأم أو كلاهما منهمكين في دوامة العمل ويعودا إلى البيت ليتساقطا على السرير ليبدوأ يوم شاق جديد ، وأنا لا أعيبهم على عملهم فتلك هي سنة الحياة ونحن سندخل على هذا المنوال ولكن علينا أن نتعامل مع هذا النظام حتى لا نترك أولادنا لغيرنا ينظم تفكيرهم.
وموضوع التفكك لأسري لا يسعنا أن نتحدث عليه هنا، ولكن الشيئ بالشيء يذكر. ولذلك على كل منا أن يدرك نلك المحاور جيدًا لأن الوقوع فيها سهل، وإذا لم تصب بهذا المرض فلك دور أن توعي من تستطيع توعيته لنرحم أجيالنا القادمة من ذلك الوباء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق