الخميس، 10 نوفمبر 2011

فــضـــــفــــــضــة

كثيرًا ما تحدث متخصصوا التربية عن تربية النشئ .. لن يتناول حديثي اليوم تربية النشئ بشكل عام .. فلست متخصصة فى التربية، ولكن ما سأطرحة هو فضفضة من واقع ما شاهدته.
سمعنا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الأم التي تربي ثلاث بنات لها الجنة، كم توقفت لأفكر لماذا ؟! .. فمن المؤكد أن هناك حكمة من ذلك .. وظللت أفكر ماذا في تربية البنات من صعوبة .. فهم مطيعون .. هادئون إلى حد كبير .. ولعل أحد أهم الأسباب التي نعرفها هو أن فتاة اليوم هى أم المستقبل .. هى المسئولة عن تربية الجيل الجديد.
لكني لازلت على يقين أن هناك أسباب أخرى .. لم أعرف إلا عندما واجهت بعض الظواهر بمجتمعنا في معترك الحياة .. سألقي الضوء على بعض المشاهد في بنات اليوم .. لنعرف أين نحن ؟ لنصلح من أحوالنا ونتقي الله في أنفسنا وفي من سنقوم على تربيتهم.

كنت لفترة طويلة من عمري مبتعدة عن الاحتكاك بالعديد من من حولي .. أتعامل ولكن لا أدخل إلى الأعماق .. لا أدخل كثيرًا فيما يحدث بين البنات بعضهن البعض .. اتحاشا ثرثرتهم .. لم أكن انعزالية ولكن آثرت العلم في تلك الفترة من عمري .. كانت أهدافي تأخذ كل تركيزي .. وباعتبار ان نوع دراستي لم يتطلب الانخراط الكثير .. بل على العكس .. فإن دراسة اللغات تحتاج إلى أن تجلس لفترات طويلة في التركيز على تحصيل اللغات أو زيادة الثقافة العامة بشكل عام لتصبح مترجمًا ناجحًا، حتى بالرغم من نزولي إلى سوق العمل مبكرًا .. فإن عملي كمرشدة أو كمترجمة لم يتح لي تلك الفرصة .. طوال الوقت كنت مشغولة .. إلى أن جاءت الفرصة بعدما تخرجت .. تغير مجال عملي بعض الشيء وأصبح أمامي متسع من الوقت لمشاهدة هذا العالم الذي طالما سمعت عنه وعن ما يحدث فيه ولم أحتك به الا ما ندر .. لن أخفي عنكم سرًا رأيت ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .. ولكنها ليست الجنة .. فتلك تبتسم في وجهها إلى أن تلتفت الأخرى وتقول عنها ما لا يرضي أحد .. رأيت كم من السطحية لا أستطيع أن أوصفه .. والمدهش أن تلك السطحية في التفكير تقترن بشهادة جامعية .. وقدر ليس بقليل من الثقافة .. بل منهم من هن مسئولات عن نشر فكر لعامة الناس، حتى في حياتهم الشخصية مسطحون .. وصل الأمر إلى السطحية في اختيار شريك الحياة .. أصبح الزواج بالنسبة للعديد منهمن لُعبة .. استخفاف بالمشاعر والأحاسيس .. استخفاف بمسئولية الزواج في حد ذاتها، والمطلوب بعد ذلك أن نطلب من تلك الفتاة أن تصبح زوجة مثالية وأمًا فاضلة !!!

ليس من عادتي أن أصور أى موضوع مطروح للنقاش بصورة سوداوية ... ولكنها الحقيقة، لا أعمم ولكن أتحدث عن ظواهر في الغالبية العظمى.

تأملت من أين جاءت المشكلة .. وتوصلت إلى أن السبب في توجيه الفتاة منذ الصغر .. توجيه أسرتها فهى المسئول الأول والأخير عن التربية في وقتنا هذا .. أقول هذا مع كل أسفي .. فمن المفترض أن يقوم الاعلام وتقوم المدرسة بدورها .. ولكن غابوا كما غابت الأسرة .. انشغل الأب والأم بلقمة العيش وتركوا عبء التربية على المدرسة .. والمدرسة انشغل مدرسوها بالدروس الخصوصية .. أما إعلامنا فحدث ولا حرج .. أفلام ومسلسلات تزيد من سطحية عقل المرأة والتركيز على أنها المطمع والفريسة وحسب والتدقيق على مظهرها الخارجي .. بالإضافة إلى برامج أحدث الصيحات والموضه والجمال وما إلى ذلك ........
سطحية سطحية سطحية إلى أن ساءت الأحوال بدرجة لا تُحتمل .. والآن ليس علينا إلى أن نصلح من أنفسنا قدر المستطاع ونولي اهتمامنا بعقولنا التي سيحاسبنا الله عليها .. نعرف ماذا نريد وأين نحن ذاهبون لنعرف طريقنا ومن ثم نعرف كيف نختار أب لبناتنا وكيف نربيهن.

                                                                                                                                  ســــارة الشـــــاذلي

ليست هناك تعليقات: