للكتاب في حياتنا قيمة لا يستهان بها .. جميعنا يعرفها ولا يغفل عنها، فلن أدخل في تفاصيل دور الكتاب في تنمية عقولنا ونضج تفكرينا وتقويم سلوك الفرد وما إلى ذلك، ولكنى سأتطرق لفكرة جالت بخاطري لكل من يعرف قيمة الكتاب.
إن من يهوى القراءة أو يعرف قيمتها وقيمة الكتاب فى حياتنا، تراه دائما لديه ولع بشراء الكتب فهى تعني الغذاء بالنسبة له، نشتري العديد والعديد ونقرأ العديد، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه .. أين مصير الكتاب بعد ذلك؟؟
إن معظمنا من هواة القراءة وعاشقي الكتاب لن يستهين به بالطبع، لانه يعرف قيمته، بل سيقوم بوضعه في المكتبة التي شب فوجدها في بيته أو التي أنشأها بنفسه، ولكن مع مرور الوقت والزمن وكثرة الكتب التي سيتم الإطلاع عليها، سنجد هناك مشكلة في الاحتفاظ بهذه الكتب مما سيضطرنا إلى التخلص من بعضها لمطاعم الفول أو مقلى اللب أو نبيعها بالوزن للروبابيكيا، وفي أحسن الحالات سيقوم بعضنا بتخزين الكتب بطريقة مهينه لقيمة الكتاب .. بأن تُلقى تحت السراير وخلافه من الطرق التي اعتبرها تهين قيمة الكتاب، ومن هذا المنطلق جالت بخاطري الفكرة.
إننا كشباب عندما نشرع في تأسيس أسرة جديدة، نهتم كثيرًا بإعداد غرف النوم والمعيشة والمطابخ وخلافه من إعدادات عِش الزوجية على أكمل وجه، وما من مشكلة في الاهتمام بذلك، ولكن .. ماذا لو خصصنا غرفة للمطالعة بهذا العش الجميل!!
ستكون تلك الغرفة طابع خالص، هادئة .. مليئة بالكتب على طافة أشكالها مرصوصة بشكل أنيق وبترتيب الأقسام، فهذا قسم القصص القصيرة وهذا للروايات والآخر للكتب الفلسفية وما إلى ذلك من تصنيفات، وعند شراء أى كتاب جديد يتم وضعه في القسم المخصص له، لن تحتوي تلك الغرفة على العديد من الأثاث، فهى ستحتوي على كرسيين من الكراسي الخشبية التي يطلق عليها"الكراسي الهزارة" وبقية الغرفة خالية تمام إلا من المكتبات التي ستوضع بشكل أنيق يتناسب مع تصميمات الديكورات العصرية.
قد يكون هناك صعوبة بالغة في تنفيذ تلك الفكرة في بيوتنا الحالية، ولكني طرحتها من أجل إمكانية تنفيذها نحن الشباب عند الشروع في بناء أسرة جديدة، فنحن جيل له فكره الخاص .. لا يجوز لنا أن نسير على ما سار عليه آبائنا دون إعمال العقل فيه، فاليوم عند تجهيز عش الزوجية يهتم العروسان والاهل بأن يكون هناك غرفتان للمعيشة، أنا لا اعترض على وجود غرف المعيشة بالطبع ولكن بدلا من وجود غرفتين، واحدة تكفي.
إن الفكرة في وجود غرف المطالعة في بيوتنا لا يقتصر دروها على حفظ الكتاب فقط أو أن هناك مشكلة في طريقة التخزين، ولكن هناك هدف أعمق من ذلك وهو انشاء جيل جديد يهوى القراءة ويعرف مدى أهميتها في حياته، فالجيل الجديد يعاني من أزمة بالغة الصعوبة وهى التكنولوجيا الهائلة في الصوتبات والمرئيات مما انعكس سلبًا على الاهتمام بما هو مكتوب. فعندما ينشا الطفل ويرى في بيته غرفة مخصصة للقراءة لها جوها وطابعها الخاص، سيترك ذلك أثر عميق في نفسه.
إن لدور الثقافة التابعة للدولة دور في توجيه عامة الشعب لمثل هذة الأفكار، ولكن النظام السابق قتل كل ما هو جميل، ووجه الأسرة والطفل إلى العديد والعديد من الأشياء السطحية التي لا تساهم في بناء الفكر والمجتمع، ولكننا لن ننتظر مكتوفي الأيدي حتى تقوم الدولة بدورها فبإمكاننا أن نقوم بطرح العديد والعديد من الأفكار وتنفيذها في النطاق الخاص بنا حتى يتم التوجه على نطاق أوسع.